غزة الشامخة: قصة ثبات وشهادة في وجه الاحتلال وأمل الأمة في النصر والخلافة / الشيخ عبد الله الشيخ المختار

رغم الخذلان من الأقرب المسلم الذي عليه واجب النصرة والقرابة والاسلام ففرطوا في حق الجوار وهذا ظلم
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة
على المرء من وقع الحسام المهند
ومع استمرار مسلسل القتل والتشريد والتجويع من العدو لا زالت المقاومة قادرة على إمتاعنا بعمليات نسمع خلالها صراخ جنود الصهاينة يستنجدون كالأطفال. ليسطر المقاومون ملاحم بطولية كالتي نقول وخيرا مما نقول، بما يخطر لنا ببال وما لا يخطر لنا على بال، فوقفنا مشدوهين مجلين لهم حامدين الله تعالى أن أمتنا لم تمت. وفهمنا قولك يا ألله “فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا” فهنا اجتمع اليهود لتكون نهايتهم بإذن الله على يد قوم يحبون الموت كما يحب اليهود الحياة. يحملون أرواحهم على أكفهم ويثقون بما عند ربهم فغلبت ثقتهم خوف الماديين المتواطئين من بني جلدتهم الذين اختاروا ملكهم وغلبتهم الدنيا. فشتان بين الثرى والثريا بين من غايته الفردوس”فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين” ومن يرضى بالغرور “فدليهما بغرور”.
نعم صدق الغزيون بوعد الله “وكان حقا علينا نصر المؤمنين” وسيتخذ الباري شهداء من خيرة أهل أرض عسقلان، وسينتشر الإسلام عن طريقهم عيانا فكما قتل اليهودي ذو نواس أصحاب الأخدود فثبتوا وانتشر الدين سيكتشف الغرب سر ثبات الغزيين ليسري الاسلام في الغرب سريان النار في الهشيم، وكما يغزوننا فنحن نغزوهم والمسلمون يتضاعفون في الغرب، وتلك حكمة إلهية، فسيزداد الإقبال على القراءة عن الإسلام وكيف حصلوا على ذلك الثبات الذي جعلهم يصمدون أمام هيجان العالم وغطرسته؟! إنه الإيمان الذي يجعل المستحيل ممكنا ولا تزال مؤتة حاضرة للعيان وخيبر عصية على النسيان.
من جهة أخرى، نقل لنا الباري جلاله قصة أصحاب الأخدود وشاهد ومشهود. وهاهي الفضائيات توثق وتشهد ويشهد الجميع على جرائم المحتل بين العالم كشاهد وغزة كمشهود. وكما سلط على اليهودي ذو نواس صاحب الأخدود بعد انتصارهم بالقيصر الحبشة فقصموا ملكه، سلط المجاهدين على الصهاينة و سيكون العالم مضطرا لحرب إخوة القردة والخنازير أو محاصرتهم لأنهم صاروا معرة “ليسوءوا وجوهكم” وستزول دولة الكيان بإذن الله تعالى فما بني على باطل فهو باطل. وعهد الاستعمار قد ولى وأتى عصر التحرر من نير الظلم والاستبداد. فلتستعد الأمة لفجر جديد وفتوحات تثلج الصدر بإذن الله تعالى وعلينا أن نكون على حجم الحدث ولننبذ الكسل وكل يساهم بما يستطيع والخائب من لم يسجل اسمه في لائحة الأمة المنتصرة.