عناق العاثرين: قمة الزعماء في ظل واقع أمة تتهاوى وأسطورة غزة التي لا تنكسر / الشيخ عبد الله الشيخ المختار

قمة سبقتها قمم والوضع هو كما هو، حمم تساقط على أمة لا كالأمم. وكل هذه القمم تتهاوى أمام أسطورة خالدة شكلت قمة حقيقية في أرض العزة غزة، التي كان علو الهمة فيها صارخا حيث قدم الرجال هاماتهم دفاعا عن الأقصى، وربى النساء ابناءهن على حب الشهادة ونبل الغاية.
يا همة باسمها تستنهض الهمم
يا قمة تتهاوى عندها القمم
لا يجد المرء توصيفا لواقع الأمة، غير أن الذل والهوان والتخلف والتفرقة والجهل نسجت بيتا أوهن من بيت العنكبوت، فصار الغرب يحتقر المسلمين، ويعتدي على مقدساتهم ولا حياة لمن تنادي. فكما يقول البردوني
عجز الكلام عن الكلام
والنور أطفأه الظلام
والأمن أصبح خائفا
والنوم يرفض أن ينام
والجوع يمشي عاريا
بين الجميع ولا يلام
والنفط يملأ أرضنا
والناس تبحث عن طعام
والكل فينا ميت
والكل يدعو للسلام
والخصم يزحف نحونا
والجيش يبحث عن غلام
وفي خضم هذا الموج المتلاطم نشاهد على الشاشات الزعماء يتعانقون، ويرحبون ببعضهم، وكل يمثل دولته، بعناوين كبيرة، وصور جماعية تلتقط للذكرى، وبيان يشجب ويستنكر ويساند الطرف المعتدى عليه، ويطلب من مجتمع دولي صنعه الغرب على مقاسه أن يثني إسرائيل، وتلك صرخة في مفازة، فاسرائيل انفلتت من عقالها، ولم يردعها أحد، وتعدو الكلاب على من لا أسود له، والحديث يطول كما يقول نزار
لم يبق عندي ما أقول
تعب الكلام من الكلام
فالنظام العالمي بني على أن القوي لا يحاسب، والضعيف يسحق، وبدلا من محاولة تغيير الواقع تجد من ما زال يرفع عقيرته بحل الدولتين في عز العلو الثاني والطغيان اللامحدود والقتل الممنهج.
من ساوم الأعداء في بيع الذمم
فهو الحقير ولو تربع في القمم
إن الذي يرضى بموت ضميره
يحيا دنيء النفس يبقى متهم
من كان يسعى في مضرة غيره
فلنفسه درب السفالة قد رسم
العجيب أنه لا زال البعض ينشد النجاة ولسان حاله يقول “اللهم حوالينا ولا علينا”، وكأنه خارج حسابات العدو، حتى صرح النتن بذلك، الاستعمار ذو طبيعة توسعية، والهجوم خير وسيلة للدفاع، ومن استنعج أكلته الذئاب، و “.. المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله..”
وإذا تركت أخاك تأكله الذئاب
فاعلم بأنك يا أخاه ستستطاب
ويجيء دورك بعده في لحظة
إن لم يجئك الذئب تنهشك الكلاب
إن تأكل النيران غرفة منزل
فالغرفة الأخرى سيدركها الخراب