امصص بظر اللات أيها النتن! /الشيخ عبد الله الشيخ المختار

 

نحن أمة لا تنحني ظهورها إلا لله، ولا تزيدنا النكبات إلا قوة وإصرارا، وسيوجد في الأمة على مدى الحقب والأزمان من يجرؤ على مقارعة وهزيمة أعتى جيوش الظلم والاستعمار، فنحن نحب الشهادة ونراها حياة، فالموت في عز خير من العيش في ذل، ونرى الذل والصغار موتا، فلا نهاب الموت، فكن رجلا واخرج من قمقمك أيها النتن، وسترى زيف ما تروج له من انتصارات وهمية، وسيدمى قلبك من رؤية جنودك قتلى وجرحى ومرضى نفسيا ومعاقين، وجنود آخرين فارين كالفئران المذعورة أمام المقاومين البواسل خوفا من الأسر أو القتل.

وإني لمن قوم كأن نفوسنا

بها أنف أن تسكن العظم واللحما

فلا عبرت بي ساعة لا تعزني

ولا صحبتني مهجة تقبل الظلما

 

واستمع لقول الشاعر أحمدو ولد عبد القادر الذي يمجد الروح المقاومة النبيلة المكافحة للاحتلال

نحن شعب صلبته المآسي

صهرته الآلام والنكبات

نسكن النار لا نبالي لظاها

زادنا العزم والإبا والثبات

نتلقى الشهيد عزا ونصرا

والضحايا توديعهم حفلات

ونغني للموت بل ونراها

في سبيل الحياة هي الحياة

ونغني حتى الجراح تغني

في الجماهير تكمن المعجزات

 

هب العالم الرسمي اليوم بأسره لإجهاض المقاومة، ونجدة حكومة قابعة في الذل والهوان، مطبعة مع الكيان، في أوج الطغيان، وتجسد ذلك في خطة اترمب المشؤومة وحل الدولتين، ونزع سلاح المقاومة، لتسليم السلطة لحكومة صورية في الضفة الغربية خاوية على عروشها، منتهية الصلاحية بشهادة أسيادها، مقارنة بمقاومة لها جذور راسخة في الأرض المقدسة، ولكن هيهات أن تنفعهم أموالهم التي جمعوها للسلطة الخانعة في الضفة “فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون”.

لا يغرنك أيها النتن السافل كون الغرب معك بالفطرة فهذا أصبح من الماضي، فالدولة التي وعدتك وأسست دويلتك المزعومة- بوعد من لا يملك لمن لا يستحق- أضحت ألد أعداءك، وستعلق علاقاتها التجارية مع دويلتك المارقة التي فقدت شرفها، وصارت رمز عار المجتمع الغربي، وستجد نفسك وحيدا، شريدا، طريدا، فامصص بظر اللات الغربية وعلى رأسها أمريكا التي تظن أنها ستحميك، انج بجلدك، قبل فوات الأوان، وأبشري أيتها المقاومة المجيدة بطول سلامة، وما هو إلا صبر ويعقبه النصر.

لن ننسى وصية نبيل مصر “لا تقتلوا أسود بلادكم فتأكلكم كلاب أعداءكم “، وها هي كلاب حراسة الكيان تتواطأ مع العدو وتتعلل بأنها لن تفني جيشها لإدخال رغيف خبز أو قنينة قبل أن يأذن لها أسيادها بذلك، أي عار هذا؟! والتاريخ يسجل أن المتواطئ شريك في الجريمة، وعلى الخائن أن يتوقع دفع ثمن خيانته.

من ذا يكيد أخاه وهو ينظره

في قبضة الموت موثوقا ومغلولا

ماذا يروقك من مرأى أخيك إذا

وجدته في فم الضرغام مأكولا

 

ستعم الصحوة الأمة بإذن الله تعالى ولا عزاء للمتخاذلين ولا للمتواطئين، فحتى الدول غير الإسلامية بدأت تحشر دولة الكيان في الزاوية، ومن المشاهد التي تثلج الصدر خروج الوفود من قاعة الأمم المتحدة ليجد النتن نفسه وحيدا والحسرة والألم باديان على محياه حتى انه عرض على طبيب نفسي بعد الخطاب، وهو يلقي خطابا لا ينصت إليه إلا أمه غير الشرعية أمريكا.

هذه المشهدية تنذر بانفراط عقد المنظومة الغربية التي طالما راهن عليها المحتل. لقد استيقظ الضمير الإنساني أمام هول الحرب الهمجية في غزة، تولد عنها شعور بالنفور من المحتل، حتى الرياضيون صاروا يشمئزون من استضافة نوادي دويلة شاهت وجوه مواطنيها، حتى أصبحوا مضرب المثل في الاحتقار والقرف بمجرد انتماء الشخص لهذا الكيان الموسوم بالعار، وكل من ينتمي إليه يطرد من جميع الفعاليات الدولية، سواء كانت ثقافية أو رياضية أو حتى فنية.

وأضحى رئيس دويلة الكيان يخشى الاعتقال وغير مرحب به في كثير من العواصم الغربية، وهذا تطور تاريخي مهم، ولم يعد الجنود يشعرون بالأمان خوفا من المحاكمات فالكل مستهدف، فالجرائم موثقة بالصوت والصورة، وهناك منظمات حقوقية دولية على رأسها مؤسسة هند رجب لديها أسماء عجزت دويلة المختل عن الاطلاع عليها، فأصبح كل الجيش يخشى السفر وهذا حصار خانق وسيف مسلط على رقبة الدويلة المحتلة.

سينقلب الغرب عليك يا مختل، وينشغل عنك في مشاكله، فأمريكا مشغولة بتطور الصين وتمددها الاقتصادي في العالم، وأوروبا تقرع طبول الحرب فروسيا على الأبواب، وراعيتك قد تغرق في حرب أهلية لم يشهد لها التاريخ مثيلا، وهاهي تشهد هجرة الأدمغة الأمريكية إلى دول العالم . فاترمب يقودها من جنون إلى جنون، وستغرق في أزمات مالية لا نهاية لها، وعالم يتحكم فيه ثلة من المجانين ومرضى نفسيا كابن اغفير وسموترش سيذهب إلى الهاوية، ليشهد العالم على حقبة موت الغرب وشروق الشرق من جديد وغروب الغرب.

فلا تفرح أيها الحقير النكرة التي تجهل التاريخ ويجهلك، أن تفكر للحظة بمحو أمة من على وجه البسيطة فهذا لن يكون، فأصدقاؤك اليوم هم أعداؤك غدا، فكذبك ظهر، وانتفخ سحرك، لأن الحمير الذين تعول عليهم في المنطقة ويأتمرون بأمرك سيخيبون ظنك، سيقفون بالعقبة، ويظهرون على حقيقتهم، ويلقون في مزبلة التاريخ، وسينكشف ظهرك، لتحاصرك الطعنات، وتغرق في أتون حروب طاحنة، تهد كيانك، وتكسر عظمك، وتذوق مرارة ما جنت يداك بحق إخواننا في غزة، ” قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى